وتميز هذا اليوم بعروض فلكلورية شعبية أصيلة قُدِّمت من عمق التراث المغربي والسوري، حيث تمازجت الإيقاعات والأنغام الأصيلة مع حيوية الجمهور الذي تفاعل مع اللوحات الاستعراضية والغنائية التي نُسجت بألوان الهوية والذاكرة.

كما شهدت قبة الثريا الفلكية عروضًا تثقيفية مبهرة جذبت العائلات والأطفال، لتضيف إلى العيد بُعدًا علميًّا وترفيهيًّا يجمع بين الخيال والمعرفة، في تجربة تفاعلية رفيعة المستوى.

وفي مبنى 18، يواصل معرض "نوافذ من غزة" استقبال الزوار، حاملاً بين لوحاته ومجسماته نبض الأرض ورسائل الأمل، حيث تسلط الأعمال المعروضة الضوء على مشاهد من الحياة اليومية في غزة، تعبيرًا عن الصمود والجمال المتجدد في وجه التحديات.

"البيت المسكون"

أما مسرحية "البيت المسكون"، فقد شكلت نقطة جذب كبيرة للزوار من خلال أجوائها المشوّقة والدرامية، التي قدمت ترفيهًا عائليًا يوازن بين الكوميديا والغموض، وسط تفاعل لافت من الحضور.

تواصل مسرحية "البيت المسكون 4"، عروضها على خشبة مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، لليوم الثاني على التوالي، وسط حضور جماهيري لافت.

ويقود المسرحية، الفنان الكويتي د. عبدالعزيز المسلم، وبجانبه كوكبة من الفنانين منهم باسمه حمادة وفوز الشطي وشهاب حاجيه وعبدالله المسلم وغيرهم.

وأعرب الفنان د. عبدالعزيز المسلم عن بالغ سعادته بما يشهده العرض من حضور وتفاعل جماهيري لافتين، ما يعكس وعي الجمهور القطري، وتذوقه للمسرح، وما يحمله من رسائل هادفة. لافتاً إلى أن هذا الجزء من المسرحية يتم تقديمه بشكل مختلف تماماً عن الأجزاء السابقة، على الرغم من أن العرض هو امتداد لهما، فإنه جعل الأحداث المتشابكة على خشبة المسرح تواكب المستجدات، معتمداً على خبرته وزملائه المشاركين في المسرحية.

ترفيه وكوميديا

ويزخر العرض المسرحي، بالترفيه والكوميديا، وساهم في هذا الكم من الترفيه الممثلون الذين تم اختيارهم بعناية، وما يميزه أنه يدمج بين الأصالة والتجديد، ويعزز القيم الإنسانية والأخلاقية.

وتحتوي المسرحية على ديكور ثلاثي الطوابق، طيران فوق الجمهور، وخدع بصرية واستعراضات قوية أبرزها أغنيتي "الزار" و"إحنا الخافي والمكشوف"، وتقنيات بصرية الهيلوجرام ومشاهد حركية بأجواء رعب وسط أجواء من الكوميديا الهادفة.

مشاركة مجتمعية

وتعكس الفعاليات فرحة الأطفال في مشهد احتفالات "كتارا" بالعيد ؛ إذ غمرت أجواءها البهجة في عيونهم، بتوزيع "عيدية كتارا"، وتقديم العروض الترفيهية في أركان متعددة، ما جعل العيد في كتارا احتفالاً عابرًا للأجيال والحدود، ينبض بالفرح ويعزز روح المشاركة المجتمعية.

تنوع ثقافي

ولم تكن الأجواء الموسيقية غائبة عن احتفالات كتارا، حيث احتضن مركز كتارا لآلة العود أمسيات موسيقية ساحرة جمعت بين دفء الألحان ورقي الأداء، قدم خلالها أساتذة العود وعازفون مرموقون مقطوعات تنهل من التراث الموسيقي العربي الكلاسيكي، واستمتع الحضور بتلك الأمسيات الرائعة.

وتتواصل الفعاليات حتى اليوم، حيث تفتح كتارا أبوابها للزوار لتكون منصّة للفرح والتنوع الثقافي، وجسرًا نابضًا بين التراث والحداثة، في أبهى حُلل العيد.