Puck: قلب أعمال Arla في الشرق الأوسط
Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توبتُعد Puckإحدى أبرز العلامات التجارية لشركة Arla Foodsفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أُطلقت منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وتُعتبر من الروّاد في فئة الأجبان القابلة للدهن والمعالجة، متاحة في أسواق السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، ومصر.
تشير تقارير Arla ووسائل إعلام تجارية إلى أن Puck تُعد ركناً استراتيجياً لنمو الشركة خارج أوروبا، مع مبيعات قوية مدفوعة بالثقة في الجودة الأوروبية والتسويق المحلي المرتبط بالقيم العائلية.
لكن هذا النجاح يجعل العلامة أكثر هشاشة إذا تصاعد الجدل حول استخدام إضافات علفية مثل Bovaer، إذ يمكن لأي شكوك صحية — خاصة المتعلقة بالخصوبة أو الحمل — أن تؤدي إلى أزمة ثقة ويعيد المستهلكون تقييم مشترياتهم.
وتظهر تجارب سابقة، مثل حملات المقاطعة عام 2006، مدى حساسية العلاقة بين الشركات الأوروبية والمستهلكين في الخليج عند ظهور أي قلق يتعلق بالسلامة أو القيم الثقافية، ما قد ينعكس على مبيعات Puck وإجراءات استيرادها في المنطقة.
ما هو Bovaer؟
Bovaer هو إضافة علفية تحتوي على مادة فعالة تُعرف باسم 3-نيتروكسي بروبانول (3-NOP)، تُستخدم لتقليل انبعاثات الميثان من الأبقار بنسبة تصل إلى 30% عبر تعطيل إنزيم محدد في المعدة.
الشركات المنتجة تؤكد أن المادة تتحلل داخل الجهاز الهضمي للحيوان ولا تنتقل إلى الحليب أو اللحم، لكن بعض العلماء يطالبون بمزيد من الشفافية والبيانات طويلة الأمد، خاصة بعد ظهور إشارات أولية على نشاط بيولوجي غير مألوف في تجارب الحيوانات، بما في ذلك مؤشرات قد تكون مرتبطة بالتوازن الهرموني والتكاثر.
البيئة أولًا... لكن بأي ثمن؟
تفرض القوانين الدنماركية على المزارع الكبرى اعتماد تقنيات لتقليل انبعاثات الميثان، ويبدو Bovaer الحل الأسرع والأرخص.
إلا أن مزارعين وعلماء أعربوا عن مخاوف من أن تتحول هذه الخطوة البيئية إلى عبء جديد — ليس فقط على سلامة الحيوانات وثقة المستهلكين، بل أيضًا على الصحة الإنجابية للإنسان، لا سيما النساء الحوامل والأطفال.
بين الدراسات الرسمية والتحذيرات العلمية
مواقف الشركات والهيئات الرسمية
تؤكد Arla أن"جميع التجارب أثبتت أن مادة 3-NOP تتحلل قبل وصولها إلى الحليب، وأن المنتج آمن ضمن الجرعات المقررة."
كما صادقت الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA)على استخدام الإضافة بعد مراجعة البيانات المتوفرة.
تحذيرات الخبراء
قال البروفيسور ألاستير هاي، أستاذ السموم البيئية بجامعة ليدز إن "لوحظت تغيّرات في إنزيمات الكبد لدى الحيوانات عند جرعات أعلى من المعتاد. هذه ليست مؤشرات خطر مباشر، لكنها تشير إلى نشاط بيولوجي يحتاج إلى متابعة، وقد يكون له صلة بالوظائف الهرمونية والتكاثرية."
كما حذّر خبراء من أن المادة الخام (قبل تخفيفها في الأعلاف) قد تكون مهيّجة للعينين والجلد، ما يستدعي إجراءات صارمة لحماية العمال في مصانع الأعلاف.
بين أوروبا والشرق الأوسط: معركة الثقة الغذائية والخصوبة
في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ترتبط مفاهيم "النقاء" و"الطبيعي" بالهوية الغذائية والثقافية، قد يؤدي الجدل حول Bovaer إلى أزمة ثقة حقيقية، خصوصًا فيما يتعلق بمخاطر الخصوبة والحمل والإنجاب.
المستهلك العربي حساس تجاه أي منتج يُثار حوله شكوك صحية، خصوصًا إذا كانت مرتبطة بتأثيرات محتملة على الحمل أو نمو الأطفال.
تظل شفافية الشركات والقدرة على توصيل البيانات العلمية الدقيقة أمورًا حاسمة للحفاظ على ثقة الجمهور.
مواقف متباينة
بينما تتمسك الشركات بسلامة منتجاتها، يشكك خبراء مستقلون في أن البيانات الحالية "كافية علميًا" لتقييم الأثر طويل المدى على الإنسان، خصوصًا على الصحة الإنجابية.
تقول الناشطة البيئية الدنماركية صوفي نيلسن إن "Bovaer قد يقلل الميثان، لكنه يفتح الباب أمام معادلة خطيرة: هل نقايض المناخ بصحة الإنسان، وبالأخص الخصوبة؟"
وفي المقابل، يرد أحد مديري Arla أن "العلم معنا، والبيانات واضحة. لا توجد بقايا ضارة في الحليب، والمنتج معتمد من الهيئات الأوروبية والدولية."
أسئلة مفتوحة
-
هل هناك دراسات مستقلة تقيس أثر المادة على المدى الطويل لدى الإنسان، خصوصًا النساء الحوامل والأطفال؟
-
هل يمكن أن تتراكم مشتقات 3-NOP في الحليب أو اللحوم مع مرور الوقت؟
-
كيف ستضمن الشركات الشفافية في الأسواق العربية التي تتطلب ثقة استثنائية؟
بين الحذر والشفافية
يقول خبير السموم الألماني توماس إريش إن "كل مادة كيميائية جديدة تحتاج إلى مراقبة مستمرة، خاصةً فيما يتعلق بالصحة الإنجابية. المشكلة ليست في الجرعة الحالية فقط، بل في تراكم التعرض عبر الزمن."
"الشفافية هي الحل الوحيد للحفاظ على الثقة — يجب نشر كل البيانات وإتاحتها للمجتمع العلمي."
خاتمة: ثقة على المحك
قصة Bovaer ليست فقط عن الميثان أو الأبقار، بل عن الحد الفاصل بين الابتكار والمسؤولية، خصوصًا فيما يتعلق بالخصوبة وصحة الإنسان.
بينما يسعى العالم لتقليل الانبعاثات، يذكّر هذا الجدل بأن الطريق نحو "الاستدامة" لا ينبغي أن يمر عبر تجارب على موائد الناس.
حتى الآن، لا دليل حاسم على خطورة Bovaer، لكن غياب الإجابات الكاملة حول الصحة الإنجابية يترك مساحة واسعة للريبة — والمساحة الأخطر في الأسواق هي دومًا غياب الثقة، خصوصًا في أسواق الشرق الأوسط التي ترتبط فيها الغذاء بالهوية والقيم الثقافية.
أخبار متعلقة :