يأتيكم هذا الخبر برعاية موقع الخليج الان من تراث قديم ابتكره الأجداد لتشجيع الأطفال على الصيام في شهر رمضان المبارك إلى احتفال شعبي عارم ينتظره الصغير والكبير سنويا، هكذا تحول /القرنقعوه/ في قطر وكافة دول مجلس التعاون الخليجي.
و/القرنقعوه/ احتفال تقيمه الأسر القطرية والخليجية في ليلة النصف من رمضان تكريما للأطفال ولمكافأتهم على إتمام صيام نصف الشهر الكريم، وتشجيعهم على الاستمرار والمواظبة على صيام النصف الباقي.
وبعد عامين من غياب الاحتفالات الكبيرة بـ/القرنقعوه/ بسبب الإجراءات الاحترازية جراء فيروس كورونا /كوفيد-19/، يأتي هذا العام وسط استعدادات كبيرة بعودة الاحتفال إلى سابق عهده، وإدخال الفرحة في نفوس الأطفال مجددا.
وعن سبب تسمية /ليلة القرنقعوه/، قالت السيدة مريم جاسم الخليفي خبير البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة سابقا في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: "إن القرنقعوه جاءت من كلمة قرع، وجمعها قرقعة وقرقيعان، وتعني قرع أو دق الباب، وكذلك تعني الشيء المخلوط من مختلف الأنواع من المكسرات والحلويات"، منوهة بأنها مشتقة أيضا من القرقعة أي الصوت الناتج عن ضرب الأواني والسلال التي تحتوي على المكسرات والحلويات.
ولا يقتصر الاحتفال بـ/القرنقعوه/ على قطر فحسب، بل إن المجتمع الخليجي كله ينخرط في هذا الاحتفال، ويخرج الأطفال في مجموعات من بعد الإفطار إلى الفرجان حاملين معهم أكياسا من القماش، يطوفون بها على المنازل القريبة، ويطرقون الأبواب بغية ملء الأكياس التي معهم بشتى أنواع الحلوى والمكسرات التي يُعِدها الأهالي خصيصا قبل أيام من هذه المناسبة وهم يرددون:
"قرنقعوه.. قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة.. عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبدالله..عطونا دحبة ميزان.. يسلم لكم عزيزان.. يا بنية يا الحبابة.. أبوج مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه.. ولا حط له بوابة".
بينما يعلو صوت الأغنية كاملة في مقاطع يتداولها الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإذاعات المحلية أو على شاشات التلفزيون، مرفوقة بصور للفرجان العتيقة، تملؤها أفواج الأطفال، بألحان الفنان الراحل عبدالعزيز ناصر، الذي أعطى لحنه الشجي لأغنية /القرنقعوه/ التراثية طعما آخر، وهو يعدد الأماكن والمدن القطرية، من الوكرة والدوحة والخور والذخيرة والريان وغيرها.
وقبل حلول ليلة منتصف رمضان بأيام، تسعى المحال الكبرى والمتخصصة إلى إظهار بضائعها من مكسرات وزينة، بينما تتبارى المصممات في استقطاب الأمهات بتفصيل ثياب هذه الليلة، ويقدمن عروضا مغرية بهذا الخصوص.. كما أن الاحتفال لم يعد حكرا على الأسر والعائلات، بل إن المؤسسات الحكومية والخاصة تقيم بهذه المناسبة احتفالات كبرى، لتجعل من الدوحة واحة تراثية في هذه الليلة، سعيا منها للاحتفال بهذا الموروث الشعبي العريق، وتوزيع الهدايا على موظفيها وروادها، أو إقامة احتفالات في مقراتها تكون مخصصة للعائلات، حيث يكون الصغار هم النجوم في هذه الليلة.
وفي هذا الصدد، يقول السيد عبدالعزيز البوهاشم السيد، باحث في التراث الشعبي في تصريح مماثل لـ /قنا/: إن /القرنقعوه/ مناسبة تأتي في منتصف شهر رمضان الفضيل، تم توارثها منذ القدم، يفرح فيها الأطفال، حيث ينتقلون بين الفرجان التي يقطنون بها، ويعمد الأهالي إلى التجهيز لهذه الليلة السعيدة بكل ما لذ وطاب من المكسرات والحلويات مثل: "البرميت (نوع من الحلويات)، النقل، التين المجفف، البيذان، والزبيب، واللوز، والجوز، والنخي"، وتخلط كلها في (الجفير/سلال كبيرة)، وتجهز قبل أيام من أجل إسعاد الصغار وإدخال السرور على نفوسهم، وذلك تكريما ومكافأة لهم على إتمام صيام نصف شهر رمضان.
وأوضح السيد أن الأطفال الصغار بعد صلاة المغرب ينتقلون مع إخوانهم الكبار إلى البيوت القريبة منهم في فرجانهم و"يقرقعون"، ويغنون بعض الأهازيج "قرنقعوه.. قرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة.. يا أم السلاسل والذهب يا نورة..".
وأشار الباحث التراثي إلى أنه مع هذه اللازمة الشهيرة، يذكرون بعض الأسماء الموجودة في البيوت، وتخرج ربة البيت وتعطيهم مما في (الجفير)، وتضعه في أكياسهم التي كانت تصنع من القماش.
ونوه بأنه في السنوات الأخيرة أصبح الاحتفال بـ/القرنقعوه/ أكثر انتشارا، حيث تشارك بعض المؤسسات في هذه المناسبة، وتوزع /القرنقعوه/ على الأطفال بطرق مختلفة من خلال المهرجانات، سواء في المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، أو في بعض المؤسسات الثقافية الأخرى، والمؤسسات الاجتماعية، كما أن الأهالي يتجمعون في بيوتهم ويقرقعون ويحتفلون.
ومن جانبها، قالت الباحثة التراثية مريم جاسم الخليفي إن مجموعة من المؤسسات والشركات تبنت المشاركة والاحتفال بهذه المناسبة في أماكن متعددة في دولة قطر، مثل الأسواق والمجمعات التجارية، والأماكن السياحية، مثل كتارا واللؤلؤة والكورنيش وسوق واقف، حيث إن كل مؤسسة أو شركة تبدع في التوزيعات المبهرة على الأطفال من مختلف الجنسيات لإدخال السرور والفرح على الأطفال من مختلف الأعمار.
وأكد عبدالعزيز السيد أن هذه العادة الحميدة يشترك أهل قطر في الاحتفال بها، ويستعدون لها بالأزياء التراثية، حيث يلبس الذكور الثياب البيضاء الجديدة، ويرتدي بعضهم (السديري) المطرز، ويعتمرون فوق رؤوسهم (القحفية)، أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية (الثوب الزري)، وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بخيوط ذهبية.
ودعا الباحثان التراثيان إلى المحافظة على تراث /القرنقعوه/، معتبرين إياه تراثا جميلا يدخل الفرحة على أطفالنا، ويساهم في إكسابهم مهارات شعبية قديمة، وكذلك تعريف أفراد المجتمع بماضي هذه الاحتفالية وقيمتها لدى المجتمع القطري.
وأكدا أنه خلال هذه الليلة، يتم تشجيع النشء على هذه العادة التراثية بإحيائها كل سنة في منتصف شهر رمضان المبارك لحث الأطفال على إتمام الصيام إلى نهاية هذا الشهر الفضيل، حيث يتم توزيع المكسرات والحلويات، وتشجيعهم على الاستمرار لإتمام الصيام.
شكرا لمتابعينا قراءة خبر قطر الان | القرنقعوه.. موروث قطري للاحتفاء بليلة النصف من رمضان | الخليج الان في الخليج الآن ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الشرق ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الخليج الآن وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الشرق مع اطيب التحيات.