وتكتسب الدراسة أهمية لعدة أسباب أبرزها أن العمل فيه بدأ بعد أيام من 8 ديسمبر الماضي (والتغييرات المرتبطة بذلك التاريخ في سوريا)، وغطى مناطق ذات أهمية كبيرة، تضم العاصمة وأهم المدن الصناعية في سوريا، بالإضافة إلى التجمعات السكانية الضخمة، نظرا للاحتياجات الضخمة والكبيرة في هذه المناطق، حيث وُجد العديد من القرى والمدن مدمرا بالكامل تقريبا في جميع القطاعات.

وقد بذل الفريق الميداني الذي أعد الدراسة جهدا كبيرا، حيث حرص على الاطلاع المباشر على الأوضاع داخل المدن، ومقابلة المسؤولين المتاحين، بالإضافة إلى عدد من مؤسسات المجتمع المدني، رغم التحديات التي واجهها لاسيما صعوبة الوصول للمناطق المستهدفة، وعدم الانتهاء من هيكلة الطواقم الإدارية المرتبطة بالحكومة الجديدة، وصعوبة الحصول على المعلومات من مصادرها.

وبحسب فريق إعداد الدراسة فإنه لا يمكن اعتبارها دراسة شاملة لكامل الجغرافيا السورية، حيث إن دراسة شاملة للاحتياجات تتطلب عدة أشهر وتعاون العديد من الفرق المختلفة، ولكنها في نفس الوقت تعد جزءا من الجهود المستمرة لتقييم الاحتياجات الإنسانية في سوريا، بهدف تقديم استجابة متكاملة وشاملة تلبي احتياجات السكان الأكثر تضرراً.

وقد أقر فريق إعداد الدراسة بالوضع الإنساني الصعب في سوريا، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على عمليات التقييم والتنفيذ. ومع ذلك، فإنه أكد أنه يستند إلى أفضل الممارسات الدولية وأدوات التقييم الميداني لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية عبر القطاعات المختلفة، مثل الأمن الغذائي، والصحة، التعليم، والمياه والصرف الصحي، والحماية، والمأوى، وتعكس النتائج التي خلص إليها تعاونا مثمرا بين الجهات الميدانية، وشركاء العمل الإنساني، والجهات الحكومية والمجتمع المحلي الذي أسهم بآرائه وتجاربه لضمان واقعية ودقة المعلومات المقدمة.

وقد خلصت الدراسة لتوصيات تهدف إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية وتلبية احتياجات الفئات المستهدفة بشكل فعّال على مستويين، الأول على المدى القصير (3 إلى 12 شهرا): ويشمل تنفيذ تدخلات عاجلة لمعالجة الاحتياجات الملحّة المكتشفة من خلال التقييم، مثل توفير المواد الأساسية، وتحسين خدمات الصحة والمأوى، وضمان الوصول إلى مصادر المياه النظيفة، والآخر على المدى الطويل (1 إلى 5 سنوات): ويشمل تعزيز التنسيق مع الشركاء المحليين لضمان استجابة متكاملة وسريعة للأزمات، وتطوير خطط استراتيجية تركز على تعزيز قدرة المجتمعات على التكيف مع الأزمات، بما في ذلك دعم مشاريع التنمية المستدامة وتحسين البنية التحتية الأساسية، والاستثمار في بناء قدرات الفرق المحلية والشركاء لتعزيز الاستجابة المستقبلية وتوفير حلول مستدامة.

وتعد ريليف ويب ( ReliefWeb)‏ أكبر بوابة معلومات إنسانية في العالم، ووسيلة مستقلة للمعلومات، وهي مصممة خصيصًا لمساعدة المجتمع الإنساني الدولي لتقديم مساعدات الطوارئ بشكل فعال.

رابط الدراسة على موقع ريليف ويب:

https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/multi-sectoral-rapid-needs-assessment-syria-december-2024-enar