حسين عرقاب

أكدت تقارير إعلامية ألمانية على قوة العلاقات القطرية الألمانية في جميع القطاعات، وعلى رأسها الاقتصاد الذي يعد من بين أهم الركائز التي يستند إليها التعاون بين البلدين في تحقيق الاستقرار المطلوب حاليا، والسير إلى ما هو أفضل خلال الأعوام القليلة القادمة، واشارت التقارير إلى المكانة المهمة التي تحتلها برلين ضمن قائمة أكثر العواصم الأوروبية الأكثر استقطابا لرؤوس الأموال القادمة من الدوحة، عبر قطبي الاستثمار فيها، وهما القطاع الحكومي ممثلا في جهاز قطر للاستثمار الذي استحوذ على مجموعة كبيرة من المشروعات الضخمة في ألمانيا ضمن نشاطات متنوعة، وكذا الخواص الذين حرصوا طيلة المرحلة الماضية على اقتناص الفرص التي قدمتها الأسواق في الدولة الأوربية الرائدة، وبالأخص المرتبطة منها بالعقارات.

وفي هذا الاطار كشف تقرير لموقع "evrimagaci" الالماني عن قائمة القطاعات الأكثر تعاونا بين قطر وألمانيا، واضعا في مقدمتها الطاقة، بالإضافة إلى التمويل والتكنولوجيا، وهي المجالات التي تمكنت فيها الدوحة من التفوق على منافسيها في ألمانيا، عن طريق دخولها كشريك رئيسي في العديد من المشروعات العاملة في هذا النوع من المجالات، مشددا على حرص الدوحة على استمرارية السير في ذات النهج مستقبلا، وحسم كل الصفقات التي قد تطرحها هذه الأسواق مستقبلا، مرجعا ذلك إلى إيمان الدوحة اللامتناهي بالاستثمار في هذه المشروعات التي تعد بأرباح ضخمة في ألمانيا أحد أقوى دول العالم، مشيرا إلى أن البحث القطري عن زيادة استثماراتها في ألمانيا خلال الفترة المقبلة، يرتبط بشكل وثيق برؤية الدوحة لعام 2030، الرامية في الأساس إلى تفعيل دور الاسثمارات الخارجية في تعزيز الاقتصاد المحلي والتقليل من الاعتماد على العوائد المالية الخاصة بصادرات الغاز الطبيعي المسال.

وبين التقرير السعي الطرفين في الدوحة وبرلين إلى تقوية التعاون في مجموعة من المجالات الأخرى، في صورة التجارة التي سيتم العمل على الارتقاء بها إلى أعلى المستويات الممكنة في الفترة المقبلة، عن طريق استغلال كل الإمكانيات اللوجيستية الممكنة من موانئ ومطارات قادرة على استلام كميات أضخم من البضائع المتبادلة بشكل يومي، إلى جانب توقيع اتفاقيات جديدة الغاية منها وضع النشاط التجاري بين البلدين في إطاره الأفضل، والعاكس لمدى قوة العلاقات التي تربط الدوحة بألمانيا التي تعد واحدة من بين الشركاء الأساسيين لها في القارة العجوز.