الخليج الان

القروض الرقمية في الإمارات: سهولة الحصول وتعثر محتمل لطلبة الجامعات وذوي الدخل المحدود

تشهد السوق الإماراتية انتشاراً كبيراً لتطبيقات القروض الرقمية التي توفر تمويلاً سريعاً وسُلفاً نقدية عند الطلب، غالباً خلال ساعة واحدة، طالما استوفى المقترض الشروط الأساسية مثل العمر فوق 20 عاماً، وجود هوية سارية، وحساب بنكي.

تركز هذه التطبيقات على فئة الشباب وطلبة الجامعات وذوي الدخل المحدود، حيث تقدم قروضاً وسُلفاً سهلة من دون اشتراط سجل ائتماني أو تحويل راتب، ما يجعلها خياراً جذاباً لكنه محفوف بالمخاطر.

تجارب الطلبة والعائلات

شكا أولياء أمور طلاب جامعيين من تحصيل مبالغ عالية بسبب الرسوم والفوائد، وأوضحوا أن بعض التطبيقات تحوّل أرقام هواتف الأهل إلى شركات تحصيل لتقاضي المبالغ عند تأخر السداد. وقالت إحدى الأمهات إن ابنها وابنتها اقترضا 1000 درهم لكل منهما، لكنهما تسلما فعلياً 750 درهماً، ووصل المبلغ بعد فترة التعثر إلى 1370 درهماً بسبب الرسوم والفوائد المتراكمة.

وأكد الخبراء أن هذه القروض السريعة قد تؤدي إلى ثقافة استهلاكية مبكرة، حيث يميل الشباب إلى الاقتراض من أجل مصروفات غير ضرورية، ما قد يوقعهم في دوامة ديون صعبة الخروج منها.

رأي الخبراء

قال الخبير المصرفي أمجد نصر إن التحدي يكمن في ضعف الوعي المالي لدى الطلاب والأهالي، معتبراً أن الأولوية يجب أن تكون لنشر الثقافة المالية وإدارة النفقات، وليس تشجيع الاقتراض السريع، مع ضرورة وجود ضوابط وتشريعات واضحة لحماية فئة الطلاب دون 21 عاماً.

وأضاف الخبير أحمد يوسف أن القروض الرقمية تتيح تمويلاً سريعاً لفئة غير قادرة على التعامل مع البنوك، لكنها تفرض رسوماً وفوائد مرتفعة، ما يزيد مخاطر التعثر المالي.

إجراءات المصرف المركزي

أصدر المصرف المركزي نظاماً لتنظيم التسهيلات الائتمانية قصيرة الأجل، وألغى الحد الأدنى للراتب المطلوب للاقتراض، ما يتيح الوصول للتمويل لفئة ذوي الدخل المنخفض تحت ما يعرف بشريحة «اللون الأزرق». كما أوجب على شركات التمويل وضع سياسات واضحة للتحصيل، والإفصاح عن رسوم التمويل، وضمان حماية بيانات المقترضين.

ابتداءً من 2026، سيتم إلزام شركات التمويل بالاستعلام الائتماني عن المتعاملين قبل منح القروض لضمان منح التمويل بشكل مدروس وحماية المستهلكين من التعثر المالي.

وأكد الخبراء أن القروض الرقمية يجب أن تكون وسيلة تمكين عند الحاجة الحقيقية، لا عبئاً ماليّاً مبكراً على الشباب والطلاب، مع أهمية الاستثمار في الوعي المالي لضمان استقرار مالي أفضل للجيل القادم.

أخبار متعلقة :